09 April 2011

«حديقة العرادي».. تاج الجمال على رأس «الشعب»

زهرة جديدة تفتحت في بستان الكويت مع دخول فصل الربيع هذا العام خاصة بمنطقة الشعب وتمثلت في حديقة «محمد درويش العرادي» التي تستعد لحفل افتتاح رسمي ابريل الجاري بعد الانتهاء من جميع التجهيزات الخاصة بها لفتح ابوابها لروادها كواحدة من اجمل الحدائق التي يمكن التنزه فيها.
حديقة «العرادي» - كما تعارف اهل المنطقة على تسميتها – اصبحت هي مصدر السعادة الترويحية الوحيدة لهم في ظل تردي اوضاع الحدائق العامة التي تزخر بها المنطقة التي تطرقت «الوطن» لها في تحقيق مصور الاسبوع الماضي، ومصدر البهجة لابنائهم ايضا الذين انطلقوا مرحا في الحديقة بمجرد ان لملم الشتاء اوراقه وعزم على الرحيل دون انتظار لاستكمال اعمال تجديدها او بالاحرى «اعادة اعمارها» بالنظر الى الصورة التي كانت عليها قبل ان تمتد اليها يد الجهود الاهلية من اهالي المنطقة ممثلة في احد ابنائها اهاب محمد درويش العرادي.
الحديقة – التي تم تنظيمها بشكل رائع اذ قسمت مساحتها الى اجزاء منها ما هو خاص بالاطفال، وتم تجهيزه بالعاب خاصة – روعي فيها ان تكون بعيدة عن الجزء الخاص بالجلسات العائلية المقابلة للبحيرة الصناعية التي تتوسط الحديقة التي ضمت ايضا جزءا خاصا بممارسة الرياضة للكبار عن طريق توفير بعض الاجهزة الرياضية، فضلا عن الممشى الذي يلف الحديقة لتلبي جميع المتطلبات التي يحتاجها رواد الحدائق، وهو ما جعلها مكانا مناسبا للعوائل لقضاء عطلة نهاية الاسبوع داخل منطقتهم التي طالما لجؤوا الى اماكن اخرى بعيدا عنها، اذا ما ارادوا التنزه والترفيه.

المكان المناسب

رواد الحديقة من اهالي الشعب اعربوا عن سعادتهم بها، ووصفوها بأنها غيرت من الشكل العام للقطعة 5 وخاصة انها موازية لشارع دمشق، وقالوا ان ذلك الموقع كان منذ سنوات مكانا لرمي القمامة والاشجار الميتة ولم يكن يصلح حتى كموقف للسيارات نظرا لكثرة اشجاره التي لا تترك المساحات المناسبة لاستخدامها لهذا الغرض مشيدين بجهود اهاب العرادي الذي التفت الى وضع الحديقة واعاد اعمارها على نفقته الخاصة لتتحول الى حديقة جميلة يحرصون على قضاء اوقات عطلتهم بها.
وتمنى الرواد ان تمتد يد الجهود الاهلية من الخيرين من اهالي المنطقة الى حدائق اخرى مهملة بمنطقة الشعب وان تعود الى خارطة اهتمام المسؤولين عن اوضاعها وقالوا لـ «الوطن» في هذا الصدد: «منطقة الشعب بها العديد من الحدائق العامة الكبيرة والصغيرة الا انها تفتقر الى الاهتمام والمتابعة والنظافة ولذا بدت الحديقة الصغيرة الجديدة هي المكان المناسب لغالبية اهالي المنطقة الراغبين في قضاء وقت ممتع في التنزه في مكان صالح لذلك غير ان الحديقة بمساحتها لن تستطيع استيعاب جموع المتنزهين في اوقات العطل الرسمية، لذلك نود ان يكون هناك اكثر من مكان مناسب عن طريق تعديل اوضاع الحدائق بشكل عام في منطقة الشعب ومن جهة اخرى للحفاظ على حديقة العرادي ومرافقها».

صرح اجتماعي

والتقت «الوطن» مع المتبرع بانشاء الحديقة اهاب محمد درويش العرادي، الذي قال: «نحن من سكان المنطقة منذ انشائها، ووالدي ينتمي اليها يحب اهلها ويحبونه، لذا كان لزاما علينا - نحن ابناءه - ان نمد جسر التواصل معهم كما كان يفعل والدي الراحل وتقديم كل ما نستطيع لإسعاد اهل المنطقة وتخليد ذكرى احد رجالاتها ففكرنا في انشاء تلك الحديقة وتجهيزها بشكل لائق لتكون هدية الى اهالي الشعب الكرام فالحديقة مثل أي صرح اجتماعي آخر كونها مركزا لتجمع الناس وتمضية اوقات ترفيهية مميزة، وهي بالمناسبة اول حديقة في الكويت يتم انشاؤها بمجهود شعبي خالص لانها ثمرة مجهود اهالي الشعب، ولم اكن وحدي بل ان أهالي المنطقة ساعدونا من خلال امدادت الكهرباء والماء وقت انشائها ولم يقتصر الامر على ابناء القطعة 5 ونخص بالذكر جهود الاخ فاضل المتروك الذي خصص جزءا كبيرا من وقته لمتابعة المشروع وليس هذا فحسب بل ان باقي القطع وقفت معنا بجد فضلا عن الشركات التي تكفلت بنقل معدات الانشاء.

جهد جماعي

واضاف: ان خروج الحديقة بهذه الصورة هي نتاج جهد جماعي وليس فرديا مشيرا الى ان اجراءات الحصول على ترخيص لإنشاء الحديقة استمرت لمدة عامين بين جمعية الشعب التعاونية والهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية، ثم اخذ الترخيص باسم الوالد على ان تحمل الحديقة اسمه وهو ما تم الموافقة عليه في كتاب الترخيص من هيئة الزراعة، وبعدها فوجئنا بانزال اللافتة التي تحمل اسم والدي من الحديقة التي اعترضت عليها هيئة الزراعة بحجة ان البلدية هي المعنية بإطلاق الاسم على الحديقة وطالبونا بتقديم كتاب للفصل فيه وهو الشيء الذي جعل فرحتي غير مكتملة لأن تلك الاجراءات ستأخذ وقتا طويلا ولذا اناشد الكويت كلها بتكريم هذا الرجل الذي خدم البلاد لعقود ولا نريد ان يبخس حقه وعلى الاقل ان نجد تسهيلات في عملية اطلاق اسمه على الحديقة وهو المطلب الذي تضامن معه اهالي الشعب تقديرا للجهود الكبيرة المبذولة في الحديقة والتي نقلتها من حال الى حال.
واكد العرادي استعداده للتعاون مع الهيئة لإعادة تأهيل حدائق الشعب الاخرى، وتابع: «لقد تابعت التحقيق المصور الذي قامت به «الوطن» أخيرا عن مستوى الخدمات العامة في المنطقة، وكم أحزنني هذا الوضع وانا مستعد للتعاون مع الهيئة لإعادة تأهيل كل الحدائق في الشعب».

واحة للجمال

ومن جانبها قالت مصممة الحديقة المهندسة هيفاء المهنا: «ان مساحة الحديقة الاجمالية هي 7300 متر مربع مقسمة الى اقسام خاصة بالعاب الاطفال والجلسات العائلية والممشى والاجهزة الرياضية، لافتة الى ان الجهد الاكبر الذي تم في الحديقة كان للتخلص من الاشجار الميتة والكثيفة لتوفير المساحات المطلوبة للانشطة التي ذكرناها لتوفير الفرصة للشمس بالدخول حتى ينمو العشب الارضي، واضفنا اليها بحيرة صناعية لاضفاء الجانب الجمالي للحديقة واستغرقت مدة تنفيذها ثلاثة اشهر، حرصنا من خلالها على تكثيف العمل ليتم الانتهاء منها حتى تكون جاهزة لاستقبال روادها في صيف هذا العام».
واضافت: وبعد ان انتهيت من اعمال الهندسة حرصت على الحضور ايام العطل لمتابعة الاطفال، وتعليمهم اهمية المحافظة على الحديقة، الاهالي بالمساعدة في تلك المهمة بمنع اطفالهم بالقيام باي اعمال تشوه المنظر العام للحديقة» لافتة في هذا الصدد الا ان الحديقة تستقبل 50 طفلا يوميا.
وعن اعمالها في مجال تصميم الحدائق، قالت انها فكرة جيدة ان يقوم رجال الاعمال المقتدرون، بالتعاون مع هيئة الزراعة باعادة تأهيل الحدائق، اذ اننا نلاحظ ان النسبة الكبرى من الحدائق مهملة وغير صالحة للتنزه، وتحتاج الى إعادة تأهيل، معربة عن تمنياتها بان يحذو رجال الاعمال حذو اهاب العرادي، ويقومون بتلك المبادرات الخاصة.

صورة رائعة

والتقت «الوطن» ببعض رواد الحديقة لتسجيل انطباعاتهم عنها، فقال مقداد الشمري: «ان المنطقة التي اقيمت بها الحديقة قد تم استغلالها بشكل مميز، اذا كانت مهملة ولا ينظر اليها احد بل انها كانت مصدر ازعاج للبيوت المحيطة بها عن طريق المخلفات التي ترمى بها والنباتات الميتة فكانت مصدرا لانتشار الحشرات والروائح الضارة فكان هذا التغيير الجوهري الذي اسعد جميع اهالي الشعب ونشكر جهود اهاب العرادي الذي تكفل بخروجها بهذه الصورة الرائعة».
اما سعيد محمد، وهو من غير سكان المنطقة، وقد اكتشفها بالمصادفة خلال مروره بالشارع المجاور، فقال «انا أسكن بحولي وقد اكتشفت الحديقة بالمصادفة، اغراني مظهرها الجيد والمنسق باصطحاب الاهل واكتشافها في هذه العطلة»، لافتا الى ان الحديقة حتى تكتمل صورتها الجميلة تنقصها دورات مياه للرواد والاطفال.

حارس خاص

وبدورها اعربت ام محمد – من سكان الشعب – عن سعادتها بالتحول الكبير الذي شهدته الحديقة من اهمال كامل الى مكان جميل يمضي فيه الاهالي اوقاتهم بين الخضرة والماء، وقالت: «قد اصبحت الحديقة آمنا للاطفال للعب والمرح فيها» متمنية تواصل المتابعة المستمرة للحديقة حتي لا تضيع لمساتها الجميلة بمرور الوقت، وتعود الى ماكانت عليه مطالبة بوجود حارس خاص لها للمحافظة عليها وتوجيه الاطفال الى عدم العبث بما يؤدي الى تخريب الحديقة. 




Al Watan Newspaper

1 comment:

Anonymous said...

السفر واهتماماتك خلاله. والمصادر التي يمكن أن تساعدك في التخطيط للرحلة: وكالات السياحة، الإنترنت، الأصدقاء الذين سبق لهم زيارة نفس الوجهة المقصودة. وابن بطوطة! رحلة سعيدة! ابن بطوطة